ما هذا الفراغ
الذي نبت في خاصرة هذا الجدار
الجدار الذي كان يمنع النور من مواجهة اشعاع وجهگ
ذلك الجدار اللي افنى معظم حياته واقفاً لا يتحرك
رغم مغريات الرياح … ورغم بشاعة مسامير الباب
لم يتحرك ابداً … كان وفيا جداً بالمحافظة عليك
ليمنع اغلب النظرات الغادرة
والايادي المسمومة
التي لا تيأس في محاولات الوصول لبعضك ان امكن ذلك
كم هو وفيّا ذلك الجدار
ومحظوظاً
وصابرا
انه يشعر بالجفاف عندما تخرجين
ويشعر بالوحدة عندما تغيبين
كم يتمنى ان يكون له ذراعان يحضنك بهما عندما تعودين
عيونه لا تنام .. وصدره ملئ بخطواتك على الارصفة المجاورة
كم يرغب ذلك الجدار ان يخفي كل فراغاته
ويكتم اهاته
ويكبل في داخله كل ظنونه وشهواته
تارة يشتهي صوتك … عندما تغنين لوجه الصباح
وتارة اخرى يشتهي … أنفاسك عندما ترمي الحمام أجسادها المنهكة على صدرگ لتنام قليلاً